وكانت تلك الليلة أطول ليلة عايشتها في ذلك الحين..
كانت عقارب الزمن تمر بتثاقل لم أعهدة من قبل..
كانت أنفاسي.. تتصاعد على غير عادتها..
ومن ماذا.. لست ادري..؟!
هل لأنني أعيش لحظات.. هي امتداد للحظات قد تكون بداية سعيدة..
أم هي امتداد للحظات حزينة..
فأنا في حيرة من أمري..
هواجسي.. وخواطري.. لم تسعفني مما أنا فيه..
لم تخرجني من تلك الدوامة.. التي أحياها.. بل زاد تني..حيرة.. وقلقا..
فكم مضى من ليلي؟.. وكم مضى من وقتي..؟
ولم أجد ما يجدد تلك الرتابة.. التي أحياها..
لم أجد ما ينعش مشاعري.. حتى يفوح شذاه في أعماقي..
وينعش ذلك الفؤاد الحائر..!
لم أجد سوى حقيقة واحدة.. لا مفر منها.. وهي استحالة الهروب مما أنا فيه..
استحالة الهروب من القادم..
فمهما قلبت من أفكار.. ومهما أطلقت من زفرات.. لن يغير ذلك بشيء..
سأبقى رهينة اللحظة.. وسأبقى أسير لما هو آت..
ولكن.. مهما كانت لغة تلك الخطوط التي سيخطها قلم الزمن..
على صفحات.. عمري القادم..
مهما كانت المعاني.. والعبارات.. التي ستحملها.. تلك السطور..
ومهما كان.. مرارة ما ينتظرني.. أو عكسه..
فليست.. هذه هي.. نهاية العالم.. وليست.. مؤشرا لانتهاء مسيرة الحياة..
فما زال.. للحياة.. بقية..