مزيكا ايجي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مزيكا ايجي

عالم الابداع والتميز
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  من روائع الف ليله وليله الملك شهريار

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 107
تاريخ التسجيل : 11/07/2010

 من روائع الف ليله وليله الملك شهريار Empty
مُساهمةموضوع: من روائع الف ليله وليله الملك شهريار    من روائع الف ليله وليله الملك شهريار Icon_minitime1الإثنين يوليو 12, 2010 8:16 pm

الملك شهريار

حكي والله أعلم أنه كان فيما مضى من قديم الزمان وسالف العصر والأوان , ملك من ملوك ساسان بجزائر الهند والصين , صاحب جند وأعوان وخدم وحشم , له ولدان أحدهما كبير والآخر صغير , وكانا بطلين وكان الكبير أفرس من الصغير , وقد ملك البلاد وحكم بالعدل بين العباد وأحبه أهل بلاده ومملكته , وكان اسمه الملك شهريار وكان أخوه الصغير اسمه الملك شاه زمان وكان ملك سمرقند العجم ولم يزل الأمر مستقيماً في بلادهما وكل واحد منهما في مملكته حاكم عادل في رعيته مدة عشرين سنة , وهم في غاية البسط والانشراح . لم يزالا على هذه الحالة إلى أن اشتاق الكبير إلى أخيه الصغير , فأمر وزيره أن يسافر إليه ويحضر به فأجابه بالسمع والطاعة , وسافر حتى وصل بالسلامة ودخل على أخيه وبلغه السلام وأعلمه أن أخاه مشتاق إليه وقصده أن يزوره , فأجابه بالسمع والطاعة وتجهز وأخرج خيامه وبغاله وخدمه وأعوانه , وأقام وزيره حاكماً في بلاده وخرج طالباً بلاد أخيه . فلما كان في نصف الليل تذكر حاجة نسيها في قصره , فرجع ودخل قصره فوجد زوجته راقدة في فراشه معانقة عبداً أسود من العبيد , فلما رأى هذا اسودت الدنيا في وجهه , وقال في نفسه : إذا كان هذا الأمر قد وقع وأنا ما فارقت المدينة فكيف حال هذه الفاجرة إذا غبت عند أخي مدة ? ثم إنه سل سيفه وضرب الاثنين فقتلهما في الفراش , ورجع من وقته وساعته وسار إلى أن وصل إلى مدينة أخيه , ففرح أخوه بقدومه , ثم خرج إليه ولاقاه وسلم عليه ففرح به غاية الفرح , وزين له المدينة وجلس معه يتحدث بانشراح , فتذكر الملك شاه زمان ما كان من أمر زوجته فحصل عنده غم زائد واصفر لونه وضعف جسمه , فلما رآه أخوه على هذه الحالة ظن في نفسه أن ذلك بسبب مفارقته بلاده وملكه , فترك سبيله ولم يسأل عن ذلك . ثم إنه قال له في بعض الأيام : يا أخي أنا في باطني جرح ولم يخبره بما رأى من زوجته . فقال : إني أريد أن تسافر معي إلى الصيد والقنص لعله ينشرح صدرك . فأبى ذلك فسافر أخوه وحده إلى الصيد . وكان في قصر الملك شبابيك تطل على بستان أخيه , فنظروا وإذا بباب القصر قد فتح وخرج منه عشرون جارية وعشرون عبداً وامرأة أخيه تمشي بينهم وهي غاية في الحسن والجمال حتى وصلوا إلى فسقية , وخلعوا ثيابهم وجلسوا مع بعضهم , وإذا بامرأة الملك قالت : يا مسعود .. فجاءها عبد أسود فعانقها وعانقته وواقعها وكذلك باقي العبيد فعلوا بالجواري , ولم يزالوا في بوس وعناق ونحو ذلك حتى ولى النهار . فلما رأى أخو الملك فقال : والله إن بليتي أخف من هذه البلية . وقد هان ما عنده من القهر والغم وقال : هذا أعظم مما جرى لي ولم يزل في أكل وشرب
وبعد هذا جاء أخوه من السفر فسلما على بعضهما ونظر الملك شهريار إلى أخيه الملك شاه زمان وقد رد لونه واحمر وجهه وصار يأكل بشهية بعدما كان قليل الأكل , فتعجب من ذلك وقال : يا أخي كنت أراك مصفر الوجه والآن قد رد إليك لونك فأخبرني بحالك . فقال له : أما تغير لوني فأذكره لك واعف عني إخبارك برد لوني . فقال له : أخبرني أولاً بتغير لونك وضعفك حتى أسمعه . فقال له : يا أخي إنك لما أرسلت وزيرك إلي يطلبني للحضور بين يديك جهزت حالي وقد بررت من مدينتي ثم أني تذكرت الخرزة التي أعطيتها لك في قصري فرجعت فوجدت زوجتي معها عبد أسود وهو نائم في فراشي فقتلتهما وجئت عليك وأنا متفكر في هذا الأمر فهذا سبب تغير لوني وضعفي وأما رد لوني فاعف عني من أن أذكره لك . فلما سمع أخوه كلامه قال له : أقسمت عليك بالله أن تخبرني بسبب رد لونك . فأعاد عليه جميع ما رآه . فقال شهريار لأخيه شاه زمان : اجعل أنك مسافر للصيد والقنص واختف عندي وأنت تشاهد ذلك وتحققه عيناك فنادى . الملك من ساعته بالسفر فخرجت العساكر والخيام إلى ظاهر المدينة وخرج الملك ثم أنه جلس في الخيام وقال لغلمانه : لا يدخل علي أحد . ثم أنه تنكر وخرج مختفياً إلى القصر الذي فيه أخوه , وجلس في الشباك المطل على البستان ساعة من الزمان , وإذا بالجواري وسيدتهم دخلوا مع العبيد وفعلوا كما قال أخوه واستمروا كذلك إلى العصر . فلما رأى الملك شهريار ذلك الأمر طار عقله من رأسه وقال لأخيه شاه زمان : قم بنا نسافر إلى حال سبيلنا وليس لنا حاجة بالملك حتى ننظر هل جرى لأحد مثلنا أو لا فيكون موتنا خير من حياتنا . فأجابه لذلك . ثم أنهما خرجا من باب سري في القصر ولم يزالا مسافرين أياماً وليالي إلى أن وصلا إلى شجرة في وسط مرج عندها عين بجانب البحر المالح , فشربا من تلك العين وجلسا يستريحان
فلما كان بعد ساعة مضت من النهار وإذا هم بالبحر قد هاج وطلع منه عمود أسود صاعد إلى السماء وهو قاصد تلك المرجة . فلما رأيا ذلك خافا وطلعا إلى أعلى الشجرة وكانت عالية وصارا ينظران ماذا يكون الخبر , وإذا بجني طويل القامة عريض الهامة واسع الصدر على رأسه صندوق , فطلع إلى البر وأتى الشجرة التي هما فوقها وجلس تحتها وفتح الصندوق وأخرج منه علبة ثم , فتحها فخرجت منها صبية بهية كأنها الشمس المضيئة , فلما نظر إليها الجني قال : يا سيدة الحرائر التي قد اختطفتك ليلة عرسك أريد أن أنام قليلاً , ثم إن الجني وضع رأسه على ركبتيها ونام . فرفعت رأسها إلى أعلى الشجرة فرأت الملكين وهما فوق تلك الشجرة , فرفعت رأس الجني من فوق ركبتيها ووضعته على الأرض ووقفت تحت الشجرة وقالت لهما بالإشارة انزلا ولا تخافا من هذا العفريت . فقالا لها : بالله عليك أن تسامحينا من هذا الأمر , فقالت لهما بالله عليكما أن تنزلا وإلا نبهت عليكما العفريت فيقتلكما شر قتلة , فخافا ونزلا إليها فقامت لهما وأمرتهما بجماعها . فمن خوفهما قال الملك شهريار لأخيه الملك شاه زمان : يا أخي افعل ما أمرتك به , فقال : لا أفعل حتى تفعل أنت قبلي , وأخذا يتغامزان على نكاحها . فقالت لهما : ما أراكما تتغامزان فإن لم تتقدما وتفعلا وإلا نبهت عليكما العفريت , فمن خوفهما من الجني فعلا ما أمرتهما به . فلما فرغا قالت لهما : قفا . وأخرجت لهما من جيبها كيساً وأخرجت لهما منه عقداً فيه خمسمائة وسبعون خاتماً فقالت لهما : أتدرون ما هذه ? فقالا لها : لا ندري , فقالت لهما : أصحاب هذه الخواتم كلهم كانوا يفعلون بي على غفلة قرن هذا العفريت فأعطياني خاتميكما أنتما الاثنان الأخران
فأعطياها من يديهما خاتمين . فقالت لهما : إن هذا العفريت قد اختطفني ليلة عرسي ثم أنه وضعني في علبة وجعل العلبة داخل الصندوق ورمى على الصندوق سبعة أقفال وجعلني في قاع البحر العجاج المتلاطم بالأمواج ويعلم أن المرأة منا إذا أرادت أمر لم يغلبها شيء . فلما سمعا منها هذا الكلام تعجبا غاية العجب وقالا لبعضهما : إذا كان هذا عفريتاً وجرى له أعظم مما جرى لنا فهذا شيء يسلينا . ثم أنهما انصرفا من ساعتهما ورجعا إلى مدينة الملك شهريار ودخلا قصره . ثم أنه رمى عنق زوجته وكذلك أعناق الجواري والعبيد وصار الملك شهريار كلما يأخذ بنتاً بكراً يقتلها من ليلتها ولم يزل على ذلك مدة ثلاث سنوات . فضجت الناس وهربت ببناتها ولم يبق في تلك المدينة بنت تتحمله . ثم أن الملك أمر الوزير أن يأتيه ببنت على جري عادته , فخرج الوزير وفتش فلم يجد بنتاً , فتوجه إلى منزله وهو غضبان مقهور خايف على نفسه من الملك . وكان الوزير له بنتان ذاتا حسن وجمال وبهاء , وقد واعتدال , الكبيرة اسمها شهرزاد والصغيرة اسمها دنيازاد , وكانت الكبيرة قد قرأت الكتب والتواريخ وسير الملوك المتقدمين وأخبار الأمم الماضيين . قيل أنها جمعت ألف كتاب من كتب التواريخ المتعلقة بالأمم السالفة والملوك الخالية والشعراء فقالت لأبيها : مالي أراك متغيراً حامل الهم والأحزان وقد قال بعضهم في المعنى شعراً : قل لمن يحمل هماً إن هماً لا يدوم مثل ما يفنى السرور هكذا تفنى الهموم . فلما سمع الوزير من ابنته هذا الكلام حكى لها ما جرى له من الأول إلى الآخر مع الملك , فقالت له : بالله يا أبت زوجني هذا الملك فإما أن أعيش وإما أن أكون فداء لبنات المسلمين وسبباً لخلاصهن من بين يديه , فقال لها : بالله عليك لا تخاطري بنفسك أبداً , فقالت له : لابد من ذلك , فقال : أخشى عليك أن يحصل لكن ما حصل الحمار والثور مع صاحب الزرع , فقالت له : وما الذي جرى لهما يا أبت ?
قال : اعلمي يا ابنتي أنه كان لبعض التجار أموال ومواش وكان له زوجة وأولاد وكان الله تعالى أعطاه معرفة ألسن الحيوانات والطير وكان مسكن ذلك التاجر الأرياف وكان عنده في داره حمار وثور فأتى يوماً الثور إلى مكان الحمار فوجده منكوساً مرشوشاً وفي معلفه شعير مغربل وتبن مغربل وهو راقد مستريح وفي بعض الأوقات ركبه صاحبه لحاجة تعرض له ويرجع على حاله , فلما كان في بعض الأيام سمع التاجر الثور وهو يقول للحمار : هنيئاً لك ذلك أنا تعبان وأنت مستريح تأكل الشعير مغربلاً ويخدمونك وفي بعض الأوقات يركبك صاحبك ويرجع وأنا دائماً للحرث . فقال له الحمار : إذا خرجت إلى الغيط ووضعوا على رقبتك الناف فارقد ولا تقم ولو ضربوك , فإن قمت فارقد ثانياً فإذا رجعوا بك ووضعوا لك الفول فلا تأكله كأنك ضعيف وامتنع عن الأكل والشرب يوماً أو يومين أو ثلاثة فإنك تستريح من التعب والجهد . وكان التاجر يسمع كلامهما فلما جاء السواق إلى الثور بعلفه أكل منه شيئاً يسيراً , فأصبح السواق يأخذ الثور إلى الحرث فوجده ضعيفاً فقال له التاجر : خذ الحمار وحرثه مكانه اليوم كله فلما رجع آخر النهار شكره الثور على تفضلاته حيه أراحه من التعب في ذلك اليوم , فلم يرد عليه الحمار جواباً وندم أشد الندامة , فلما رجع كان ثاني يوم جاء المزارع وأخذ الحمار وحرثه إلى آخر النهار فلم يرجع إلا مسلوخ الرقبة شديد الضعف فتأمله الثور وشكره ومجده . فقال له الحمار : أعلم أني لك ناصح وقد سمعت صاحبنا يقول : إن لم يقم الثور من موضعه فأعطوه للجزار ليذبحه ويعمل جلده قطعاً وأنا خائف عليك ونصحتك والسلام . فلما سمع الثور كلام الحمار شكره وقال في غد أسرح معهم , ثم أن الثور أكل علفه بتمامه حتى لحس المذود بلسانه كل ذلك وصاحبهما يسمع كلامهما فلما طلع النهار وخرج التاجر وزوجه إلى دار البقر وجلسا
فجاء السواق وأخذ الثور وخرج فلما رأى الثور صاحبه حرك ذنبه وظرط وبرطع , فضحك التاجر حتى استلقى على قفاه , فقالت له زوجته : من أي شيء تضحك ? فقال لها : شيء رأيته وسمعته ولا أقدر أن أبيح به فأموت . فقالت له : لابد أن تخبرني بذلك وما سبب ضحكك ولو كنت تموت . فقال لها : ما أقدر أن أبوح به خوفاً من الموت . فقالت له : أنت لم تضحك إلا علي . ثم أنها لم تزل تلح عليه وتلح في الكلام إلى أن غلبت عليه فتحير أحضر أولاده وأرسل أحضر القاضي والشهود وأراد أن يوصي ثم يبوح لها بالسر ويموت لأنه كان يحبها محبة عظيمة لأنها بنت عمه وأم أولاده وكان , ثم أنه أرسل وأحضر جميع أهلها وأهل جارته وقال لهم حكايته وأنه متى قال لأحد على سره مات . فقال لها جميع الناس ممن حضر : بالله عليك اتركي هذا الأمر لئلا يموت زوجك أبو أولادك , فقالت لهم : لا أرجع عنه حتى يقول لي ولو يموت . فسكتوا عنها . ثم أن التاجر قام من عندهم وتوجه إلى دار الدواب ليتوضأ ثم يرجع يقول لهم ويموت . وكان عنده ديك تحته خمسون دجاجة , وكان عنده كلب . فسمع التاجر الكلب وهو ينادي الديك ويسبه ويقول له : أنت فرحان وصاحبنا رايح يموت ? فقال الديك للكلب : وكيف ذلك الأمر . فأعاد الكلب عليه القصة . فقال له الديك : والله إن صاحبنا قليل العقل . أنا لي خمسون زوجة أرضي هذه وأغضب هذه وهو ما له إلا زوجة واحدة ولا يعرف صلاح أمره معها فما له لا يأخذ لها بعضاً من عيدان التوت ثم يدخل إلى حجرتها ويضربها حتى تموت أو تتوب ولا تعود تسأله عن شيء . قال : فلما سمع التاجر كلام الديك وهو يخاطب الكلب رجع إلى عقله وعزم على ضربها , ثم قال الوزير لابنته شهرزاد : ربما فعل بك مثل ما فعل التاجر بزوجته . فقالت له : ما فعل , قال : دخل عليها الحجرة بعدما قطع لها عيدان التوت وخبأها داخل الحجرة وقال لها : تعالي داخل الحجرة حتى أقول لك ولا ينظرني أحد ثم أموت فدخلت معه , ثم أنه قفل باب الحجرة عليهما ونزل عليها بالضرب إلى أن أغمي عليها . فقالت له : تبت , ثم أنها قبلت يديه ورجليه وتابت وخرجت وإياه وفرح الجماعة وأهلها وقعدوا في أسر الأحوال إلى الممات . فلما سمعت ابنة الوزير مقالة أبيها , قالت له : لابد من ذلك فجهزها وطلع إلى الملك شهريار , وكانت قد أوصت أختها الصغيرة وقالت لها : إذا توجهت إلى الملك أرسلت أطلبك فإذا جئت عندي ورأيت الملك قضى حاجته مني قولي يا أختي حدثينا حديثاً غريباً نقطع به السهر وأنا أحدثك حديثاً يكون فيه الخلاص إن شاء الله. ثم أن أباها الوزير طلع بها إلى الملك , فلما رآه فرح وقال : أتيت بحاجتي ? فقال : نعم فلما أراد أن يدخل عليها بكت , فقال لها : ما بك ? فقالت : أيها الملك إن لي أختاً صغيرة أريد أن أودعها فأرسلها الملك إليها فجاءت إلى أختها وعانقتها وجلست تحت السرير , فقام الملك فدخل بها وجلسوا يتحدثون . فقالت لها أختها الصغيرة : بالله عليك يا أختي حدثينا حديثاً نقطع به سهر ليلتنا . فقالت : حباً وكرامة إن أذن الملك المهذب . فلما سمع ذلك الكلام , وكان به قلق ففرح بسماع الحديث
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mazikaegy.7olm.org
 
من روائع الف ليله وليله الملك شهريار
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مزيكا ايجي :: قسم عام :: القسم الادبي-
انتقل الى: